وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
يخطئ بعض المربون ( سواء كانوا آباءً أو مربين ) حين يربطون الطفل المتربي بالشخصيات ويغفلون عن ربطه بالمنهج ..
لماذا عندما نربي أطفالنا لا نربيهم على تعظيم الله وتعظيم دينه ومحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. فنربط الأمور له بهذه الغاية وهذا الهدف .
الصّالحون والطيبون ( بشر ) يصيبهم ما يصيب البشر من الخطأ والتقصير والزلل والإثم والذنب والغفلة وفي نفوسهم من الهوى مثل ما في نفوس الناس ..
لكن الدّين لا يصيبه الخلل ولا النقص بل هو الدين الحق الكامل : " وتمت كلمت ربك صدقا وعدلاً " .
فعن
ما نربي اطفالنا أن يتعظّموا القرآن وأن يستقيموا على هداه وأن يقيسوا الناس ( أيّاً كانوا ) بمقياس القرآن ويزنوهم بميزان الوحي الذي لا ظلم فيه ولا جور .
نقول للآباء الذين يمنعون ابناءهم من صحبة الصّالحين .. أن عليهم مسؤولية رعاية أبنائهم وسدّ كل ذريعة للمحظور أن يقعوا فيه ، لأن هذا هو واجب القوامة والمسؤولية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ..
وإن من تضييع هذه الأمانة ترك الحبل للإبن على الغارب بحجّة أنه سيكبر ويعرف الحق والباطل .. لأن واجب الأبوّة يحتّم عليه أن يحفظ ابناءه عن المحظور كما يحرص على صحتهم والعناية بلباسهم النظيف واكلهم النظيف وسدّ جوعتهم من أمور الدنيا ..
لماذا نحرص على لباسهم وطعامهم وشرابهم ودواءهم ..
ولا نحرص على حفظ دينهم وتعزيز مناعتهم عن طرق الغيّ والمنكر ؟!
إن من وسائل التربية الصحيحة الحرص على أن يكون للإبن صحبة صالحة .. لأن طبيعة الإنسان - كإنسان - أنه مدنيّ بالطبع .. يتأثّر ويُؤثّر .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة " ..
فبيّن أن الإنسان لابد وأن يكون له من جليس .. وعبّر عن الصّديق بصفة ( الجليس ) الدالة على الملازمة التي فيها نوع اطمئنان واستقرار .. وبيّن أثر الجليس الصالح والجليس السيء على الإنسان ..
فماذا يستفيد الأب إذا نشأ الإبن على صحبة السيئين وخرج بنتاج سيء !!
هل يغنيه حينها أن يقول : كنت أريد لإبني أن يتعلّم طريق الخير وطريق الشر ؟!
نعم لابد أن يعرف ابناؤنا طريق الشر .. لكن بالتعليم لا بالممارسة !
فنعلمه أن الكذب - مثلا - حرام وعواقبه وخيمة .. لكن لا نطلب منه أن يكذب ليعرف جرم الكذب !!
أمّا من ترك صحبة الأخيار بسبب ببعض تصرفات خاطئة حصلت من بعض الطيبين .. فنقول له ..
وهل ستجد عن غير الأخيار ممارسات صحيحة مئة بالمئة ؟!
أم أنك ستجد عند الطرفين ميزات وعيوب .. لكن الصالح والطيب ميزاته وحسناته في العادة والغالب تغلب سيئاته وعيوبه ..
كان ماذا لو حصل منهم عيب ؟!
هم بشر .. وسيبقون بشراً !!
ثم هل هذا الذي صحب الأخيار صحبهم لأشكالهم وصورهم وهيئاتهم .. أم صحبهم تديّنا وتعبّداً لله ؟!
فإذا كان قد صحبهم لشكل أو مؤانسة في الطبع فإنه كما قيل ( من أحبك لشيء أبغضك لفقده ) !
لكن من صحب الأخيار طلبا للأجر وتعبّداً وتقرّباً إلى الله فإنه يثبت على عبوديته لله تعالى ولا يتأثّر ذلك بموقف أو حدث .. لأن هدفه التعبّد لله .. وليس هدفه إرضاء شيء في نفسه !
اسأل الله العظيم أن يشرح قلوبنا لطاعته ..