وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
جاء في الحديث : صِنفانِ مِن أهلِ النارِ لم أرَهما : قومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البقرِ يَضْرِبُونَ بها الناسَ ، ونِساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ ، رؤوسُهُنَّ كأسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ لا يَدْخُلْنَ الجنةَ ولا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وإن رِيحَهَا لَيوجَدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا . رواه مسلم .
قال النووي : هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، فَقَدْ وَقَعَ هَذَانِ الصِّنْفَانِ ، وَهُمَا مَوْجُودَانِ . وَفِيهِ ذَمّ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ ...
وقال : هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّا أَصْحَاب السِّيَاط فَهُمْ غِلْمَان وَالِي الشُّرْطَة . اهـ .
وجاء في الحديث الآخر : ليأتين عليكم أمراء يُقَرِّبون شِرار الناس ، ويُؤخِّرون الصلاة عن مَواقيتها ، فمن أدرك ذلك منكم فلا يَكونن عَرِيفا ، ولا شُرطيا ، ولا جابيا ، ولا خازِنا . رواه ابن حبان , وصححه الألباني .
وهذا فيه النهي عن أسباب الظُّلْم والإعانة عليه ، لأن مثل بعض الوظائف العسكرية يكون فيها - أحيانا - الإعانة على الظُّلْم ، إذا كانت فيها " طاعة عمياء " !
والعلماء لا يَقطَعون ولا يَجزمون بأن الوصْف الوارد في القرآن أو في السنة يَنطبِق على حال مُعينة أوْ زَمان مُعيّن ، وإنما يقولون : هذا الوصف ينطبق على ذلك الحال .
والذي يظهر أنه متى تحقق : تقريب الأشرار ، وتأخير الصلاة عن وقتها ، ووقوع الظُّلْم ، فإنه يَقع النهي عن تولّي وظائف يكون الإنسان فيها عوناً للظَّلَمة على الظُّلْم .
والله تعالى أعلم .