الفتاوى » الأدعية والأذكار

هل الدعاء على الظالم يخفِّف مِن عقوبته ؟

فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
من فضلك هل الدعاء على الظالم يخفف من عقوبته ؟
وجزاك الله خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وحَفِظَك الله ورَعَاك .
نعم ؛ لأن المظلوم ربما يقتَصّ ممن ظَلَمه بالدعاء عليه ، بل ربما تَعَدَّى المظلوم وتجاوز وأخَذ أكثر مِن مَظْلَمَته ، فصَار ظالِمًا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن اعتاد الانتقام ولم يصبر لا بُدّ أن يقع في الظُّلم ، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها ، لا عِلما ولا إرادة ، وربما عَجِزَت عن الاقتصار على قدر الحق ، فإن الغضب يَخرج بصاحبه إلى حدّ لا يَعقل ما يقول ويفعل ، فبينما هو مظلوم ينتظر النصر والعز، إذ انقلب ظالما ينتظر المقت والعقوبة .
وبيَّن شيخ الإسلام أن " المظلمة التي ظُلمها هي سبب إما لتكفير سيئته ، أو رفع درجته ، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئته ، ولا رافعة لدرجته .
كما بَيَّن رحمه الله أن عفو المظلوم وصبره مِن أكبر الجُند له على خصمه ، فإنّ مَن صبر وعفا كان صبره وعفوه موجبا لِذلّ عدوه ، وخوفه وخشيته منه ومن الناس ، فإن الناس لا يسكتون عن خصمه ، وإن سكت هو ، فإذا انتقم زال ذلك كله . اهـ .
وربما كانت ذنوب المظلوم حارِسة للظَّالِم !
غزا محمد بن واسع خراسان مع قُتيبة ، فَرَعوا الزرع ، وأخذ هو بعنان فرسه يتخلل به الأودية . فقال له دهقان القرية : أنت الذي أهلكتني ، قال : كيف ؟ قال : لولا أنت لَهَلَك هؤلاء !
قال ابن القيم : اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خَفَارَة ذُنوب الْمَظْلُوم الْمَبْغِيّ عليه ، فَذُنُوبه مِن أعظم أسباب الرَّحْمة في حقّ ظَالِمِه . اهـ .
وسبق :
توجيه لكي أعفو عن من ظلمني
http://www.almeshkat.net/fatwa/1963
إذا دعا المظلوم بأكبر مما تعرض له .. هل تستجاب دعوته ؟
http://www.almeshkat.net/fatwa/1964
سؤال عن معنى قول فضيلتكم (وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم) ؟
http://www.almeshkat.net/fatwa/1965
والله تعالى أعلم .