وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .
كنت ذكرت قول ابن القيم رحمه الله : اقتضت حِكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خَفَارَة ذُنوب الْمَظْلُوم الْمَبْغِيّ عليه ، فَذُنُوبه مِن أعظم أسباب الرَّحْمة في حقّ ظَالِمِه . اهـ .
أي : أن ذنوب الشخص المظلوم – الذي وَقَع عليه الظُّلْم – هي التي تُؤخّر نزول العقوبة على مَن ظَلَمه – الشخص الظَّالِم – وتؤجِّل الانتقام مِن الظالِم للمَظلوم .
ولذا فإنه ليس مِن شيء ينتصِر به المظلوم أقوى وأسرع مِن توبته وإنابته إلى الله تعالى ، والإكثار من الاستغفار ، ليؤخذ الظالم بِظُلْمه .
وكان الإِمَامُ أَحْمَدُ رحمه الله يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لا يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْمَأْمُونِ وَأَنْ لا يَراهُ .
وقد استجاب الله دعاء الإمام أحمد رحمه الله .
قال ابن كثير رحمه الله : فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَلَغَهُمْ مَوْتُ الْمَأْمُونِ ، فَرُدُّوا إِلَى الرَّقَّةِ ، ثُمَّ أُذِنَ لَهُمْ فِي الرُّجُوعِ إِلَى بَغْدَادَ . وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ نُوحٍ قَدْ سَبَقَا النَّاسَ ، وَلَكِنْ لَمْ يَجْتَمِعَا بِهِ حَتَّى مَاتَ ، وَاسْتَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دُعَاءَ عَبْدِهِ وَوَلِيِّهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَلَمْ يَجْتَمِعُوا بِالْمَأْمُونِ ، وَرُدُّوا إِلَى بَغْدَادَ . اهـ .
وهذا بِخلاف ما نَرَاه مِن أحوال كثير من الناس إذا وَقَع علهم الظُّلْم – فإنهم يشتغلون بِسبّ الظالِم والدعاء عليه ، وربما تعدّى الأمر إلى الاعتداء في الدعاء ، أو تجاوز الحدّ في السبّ والشتم ، وربما في القَذْف أيضا ؛ فينقل الشخص مِن كونه مَظلوما إلى كَونه ظالِما .
فمثل هذا كيف يؤمِّل الانتصار على مَن ظَلَمه ؟!
وهنا :
توجيه لكي أعفو عن من ظلمني
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=93726
إذا دعا المظلوم بأكبر مما تعرض له .. هل تستجاب دعوته ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=85703
هل الدعاء على الظالم يخفِّف مِن عقوبته ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=564728