الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فإن كثيرًا من الحُفّاظ الذين يصلّون أئمة بالناس في قيام رمضان يعانون من مشكلة عدم وجود تقسيم واضح مفصَّل يعينهم على مراعاة معاني الآيات، وملاحظة الوقف والابتداء، ولا شك أن وجود ذلك أمر مهم جدًا؛ حيث إنه يعين الإمام والمأموم على فهم القرآن، وتدبّر آياته، والتفكّر في معانيه، ومن هنا كانت فكرة هذا التحزيب، الذي تعاقبَ على تحريره عدد من المشايخ الفضلاء، فقد وَضَعَ التحزيب المُجمَل: فضيلة الشيخ أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري، ووَضَعَ التحزيب المُفَصَّل: فضيلة الشيخ: محمد بن عبد الرحمن السديس، ونَقَّحَ التحزيب المُفَصَّل: فضيلة الشيخ: علي بن سعد الغامدي المكي.
ومما يجدر ذكرُه أن أصل هذا التحزيب المُفَصَّل لفضيلة الشيخ أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري، لكن الشيخ إبراهيم جعله على عشر ركعات، وجُعِل في هذا التحزيب على ثمان ركعات، فحصل فرقٌ كبير بينهما بيّنه الأخ الشيخ محمد بن عبد الرحمن السديس بقوله: (أما العشرون الأولى فهي في تحزيب الشيخ المقرئ أ.د. إبراهيم الدوسري على عشر ركعات، وفي هذا التحزيب على ثمان ركعات، فهذا التحزيب فيها مختلف تمامًا عن تحزيب الشيخ.
وأما العشر الأواخر فهذا التحزيب يختلف عن تحزيب الشيخ في عدد ليس بقليل من المواضع، وإن كان يتفق معه في أكثرها، وطَبَعيٌّ أن يحصل توافقٌ بينهما ما دام أن التحزيب المُجمَل وعدد الركعات واحد، لا سيّما إذا عُلِمَ أن كثيرًا من السور في العشر الأواخر تُقرَأ في ركعتين أو ركعة واحدة، فحصول التوافق أمرٌ حَتْمي.
ومع ذلك فقد كان الأكمل أن يُشارَ في هذا التحزيب إلى أن للشيخ إبراهيم تحزيبًا مفصَّلًا أيضًا، وأن العشر الأواخر في هذا التحزيب متوافقة في كثير منها معه) ا.هـ.
وقد جاء هذا التحزيب –بحمد الله- مُتقَن الترتيب، مُحكَم البناء، يسرُّ الأئمة الفضلاء، ويبهج الحُفّاظ النبلاء.
ولا ريبَ أن قيام الليل غير مقتصَرٍ على رمضان دون بقية أشهر العام، بل هو دأب السادة الصالحين، ومسلك العُبّاد المتقين، حالهم بين التلذّذ به والشوق إليه، فطوبى لمن داومَ على التقرّب للملك العلّام، وصلّى بالليل والناس نيام.
اللهم وفقنا لما يرضيك، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وكتبَ: ضيف الله بن محمد العامري الشمراني
المدينة النبوية: الأربعاء: 23 / 8 / 1436هـ