الاستشارات » استشارات عامة

يقول ارتكبت ذنوباً لا تُعد ولا تُحصى وخائف فـ ساعدوني

منير فرحان الصالح

السلام عليكم, أنا شاب في السابعة عشر من عمري اسمي عزيز.
أنا مغربي مشكلتي أني ارتكبت ذنوبا لا تحصى وهي من الكبائر إني شاب عاقل نشأت تحت ظل القرآن ,عندما كان عندي 12 سنة سجلت نفسي في دار القرآن وكنت احفظه عن ظهر قلب, لقد أنعم علي الله تعالى بالتفوق في كل شيء حتى أني أؤمن بالله بكل جوارحي إيمانا أراه قد انقرض في هذا العصر,لقد كنت الأول في جميع المسابقات القرآنية و قد صليت بالناس التراويح لكني وللأسف قد استطاع الشيطان أن يغرني فقد أصبحت في تلك الأوقات أرتكب آثام الشياطين فكنت أمارس العادة السرية بكثرة حتى أنه قد غرتني نفسي بممارستها في المسجد والتبول فيه وليس هذا فحسب لقد سرقت بيت الله وإني أبكي الدم ليسامحني تعالى, كان في المسجد الذي أحفظ فيه القرآن صندوق للتبرع فغرني الشيطان حتى سرقت المال الذي به حتى أني كلما احتجت إلى المال سرقت مال بيت الله أنا متأكد سيدي الشيخ أني ملعون والله سيعذبني يوم القيامة لأني عندما قرأت سورة البقرة وجدت الآية التالية- ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذ كر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب أليم- هذا ليس كل خطاياي يا سيدي الشيخ لقد أصبحت مدمنا على العادة السرية حتى أني كدت أغتصب ابنة عمي فكنت أمارس العادة السرية اللعينة في أسطح منزلنا وقد رأوني بعض الناس بالإضافة إلى ذلك والداي علما بما أفعل وأمي قد رأتني.
عندما قلت لك يا سيدي الشيخ أني سأعذب يوم القيامة فإني متأكد من ذلك والآية تؤكد ذلك فقد أصابني حب الشباب بكثرة في وجهي وأصبحت أشمئز منه بعدما كنت جميل المظهر بالقرآن أصبحت بشعا والناس ينفرون مني وأنا أثير التقزز. لقد تأكدت أن الله مسخني وهذا هو الخزي في الحياة الدنيا. لقد كنت أشك في نفسي يا سيدي الشيخ أني ممسوس فكنت أقرأ القرآن وكتب صرع الجن والعلاج بالقرآن حتى أداوي نفسي لكن ولا جدوى فعذاب الله أكبر من أن أداويه أنا, على كل حال فإني ألتمس إلى الله أن يسامحني ويطهرني من ذنبي العظيم وألتمس منك سيدي الشيخ أن تجد لي حلا فإني أود وبإصرار ان أكون ممن تاب عليهم الله وأظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. قد تقول لي يا سيدي الشيخ عد إلى الله فإن رحمته وسعت كل شيء إلا الشرك وتأتي بالآيات من كتاب الله عز و جل فإني قد عدت إلى الله لكن شهوتي الجنسية أرادت العكس فإني لم أقدر على الصبر والتخلص من العادة السرية فكنت كما لو أني أستهزئ بالله بصلاتي وأنا أصلي سأمارس العادة السرية؟ إ
ن هذا لخزي إني أحس أنني من أبشع خلق الله بعدما كنت من أروع الخلق في الصغر بالصلاة والذكر والدعاء أصبحت ملعونا وينتظرني عذاب في الآخرة, إني لا أستطيع أن اصدق مصيري فكيفما فعلت فإني أأذي الله بذنوبي والحياة تمضي بسرعة وما هي إلا رمشة عين حتى أجد نفسي أعذب في القبر وبعدها في النار إني لا أريد هذا المصير أرجوك ياسيدي الشيخ أن تدعو الله أن يهديني إلى الصراط المستقيم ويهدي الجن الذي يسكنني هذا إن كنت ممسوسا ويسامحني تعالى ويطهرني رغم ان هذا ليس مقبولا والمفروض أنه أنا الذي يجب أن يستغفر لنفسه لهذا فإني أنتظرك يا سيدي الشيخ أن تجد لي حلا وفي أسرع وقت فإنك أنت الوحيد الذي أنتظر حله وإنني خلال ذلك ألوذ إلى الله بالدعاء والذكر أن يغسلني من الخطايا والمعاصي فإن الله عز وجل قد مسخني بشتى العيوب في جسدي أرجوك يا سيدي الشيخ أن تجيبني إنك الأمل الوحيد بالنسبة لي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
أخانا الكريم ( عزيز ) أعزّك الله بطاعته وبالأنس به والقرب إليه . .
كل مسلم يا أخي في هذه الحياة معرّض إلى أن يقع في المعصية والذنب والإثم ولا احد من البشر - كائناً من كان - ( إلاّ من عصمه الله ) يكون فوق مستوى الخطأ والوقوع في الذنب والمعصية والإثم .
ومن هنا قال الحبيب الرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون " .
والمعنى أن الله ما قدّر على عباده الذّنب ليقعوا في الياس والقنوط ، وإنما ليكون الذنب نقطة تحوّل في حياة المسلم من البعد إلى القرب ، ومن المعصية إلى الطاعة ومن الفرار من الله إلى الفرار إلى الله .
أخي الكريم . .
اتهامك لنفسك ووصفك لنفسك بمثل هذه الأوصاف ثق تماماً أنها لا ترفع الذنب ولا تمحُ الخطيئة .
إنما يمحو الذنب ويغفر الخطيئة أن تقول في وجل وخضوع ( استغفر الله ) هكذا بكل خضوع وندم . . وتلك من رحمة الله .
لم يكلفنا الله عندما نخطئ أن نقسوا على أنفسنا بمثل هذه الكلمات ، وهذا الدعاء على النفس ، وهذا اليأس والقنوط .. إنما كل ذلك من تلبيس إبليس .. فبدل من أن يكون الذنب ذنباً واحداً يضاعفه إبليس إلى ذنوب كثيرة بمثل هذا الشعور والإحساس بالياس والقنوط من رحمة الله .
أخي أنت تعلم أن حالتك ما وصلت إلى ما وصلتَ إليه من الضنك والضيق والهمّ والغم إلاّ لما سلكت طريق الهوى والشيطان ، وتدرك تماماً أنك لمّأ كنت بعيداً عن هذا الطريق كنت ( عزيزاً ) بنفسك ودينك وأدبك واخلاقك .
إذن أن تعرف الحل .. وتُدرك بداية الطريق .. فقط البداية بالتغيير غيّر مسار حياتك يتغيّر حالك وواقعك .
وتأمل هنا قول الله " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
لن يغيّر الله على الإنسان حتى يبدأ الإنسان في التغيير ... لاحظ ( اقول يبدأ في التغيير ) وليس ( يتمنّى التغيير ) .. فإن الأماني تقتل العزائم !
ابدأ بصدق وثق بأن الله معك .. ولا تستحقر البداية فإن الله يقول في الحديث القدسي " ولو أتاني يمشي أتيته هرولة " يعني تأتيك المعونة بأكبر مما كنت تتصوّر فقط حين تبدأ ولو كانت البداية ( بسيطة ) - في نظرك - .
أنصحك :
- أن تقطع على نفسك على شيء يثير شهوتك ..
لا تشاهد الأفلام ولا المناظر المحرمة . ..
إن كان الخروج للأسواق أو الأماكن العامة يثير فتنتك فلا تخرج إلاّ للضرورة . .
وكلما شعرت بضعف نفسك نحو المعصية مباشرة امنح نفسك فرصة ( الخمس الدقائق ) قبل أن تفعل ما تهواه نفسك وتتمناه .. في هذه الدقائق الخمس غيّر وضعك وحالك..
قم توضّأ وصلّ .. أو اتصل بأحد إخوانك وتحدّث معه ، أخرج في حاجة والديك ، مارس عملاً دعوياً ... المقصود في لحظة الضعف حاول أن تشتت التركيز في هوى النفس !
ثق تماماً أن التوبة ليست ( حسرات ) . . إنما التوبة عمل في الاتجاه المعاكس . .
اعرف من اين مداخل الشيطان عليك ..
فإن كنت تعرف أن الشيطان يدخل عليك ويتسلّط عليك في حال خلوتك فلا تكثر من حال الخلوة .
وإن كان يدخل عليك من صورة أو هاتف أو ( بريد الكتروني ) أو نحوه .. فاغلق هذا المدخل .
أخي أنت أقوى من أن تظن بنفسك ( المسّ ) لا تكن ضعيفاً .. حتى لو كنت تعاني من ( المسّ ) فتذكّر أن الله يقول " إن كيد الشيطان كان ضعيفاً " يعني في كل حال أنت قوي بإيمانك وصدقك مع الله ثم صدقك مع نفسك . .
فقط امنح نفسك فرصة لتعمل بصدق ، وتحقّق إرادتك . .
وللمعلومية فإن كل معصية يقع فيها الإنسان إنما يقع فيها من باب ( ضعف الإرادة ) .
قوّ إرادتك بالصدق . .
وعزيمتك باليقين . .
" فإذا عزمت فتوكل على الله "
أسال الله العظيم أن يغفر ذنبك ويطهر قلبك ويشرح بالإيمان صدرك .
رابط له صلة :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=27853&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1% E3%DA%D5%ED%C9