وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
أخانا الكريم ( عزيز ) أعزّك الله بطاعته وبالأنس به والقرب إليه . .
كل مسلم يا أخي في هذه الحياة معرّض إلى أن يقع في المعصية والذنب والإثم ولا احد من البشر - كائناً من كان - ( إلاّ من عصمه الله ) يكون فوق مستوى الخطأ والوقوع في الذنب والمعصية والإثم .
ومن هنا قال الحبيب الرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون " .
والمعنى أن الله ما قدّر على عباده الذّنب ليقعوا في الياس والقنوط ، وإنما ليكون الذنب نقطة تحوّل في حياة المسلم من البعد إلى القرب ، ومن المعصية إلى الطاعة ومن الفرار من الله إلى الفرار إلى الله .
أخي الكريم . .
اتهامك لنفسك ووصفك لنفسك بمثل هذه الأوصاف ثق تماماً أنها لا ترفع الذنب ولا تمحُ الخطيئة .
إنما يمحو الذنب ويغفر الخطيئة أن تقول في وجل وخضوع ( استغفر الله ) هكذا بكل خضوع وندم . . وتلك من رحمة الله .
لم يكلفنا الله عندما نخطئ أن نقسوا على أنفسنا بمثل هذه الكلمات ، وهذا الدعاء على النفس ، وهذا اليأس والقنوط .. إنما كل ذلك من تلبيس إبليس .. فبدل من أن يكون الذنب ذنباً واحداً يضاعفه إبليس إلى ذنوب كثيرة بمثل هذا الشعور والإحساس بالياس والقنوط من رحمة الله .
أخي أنت تعلم أن حالتك ما وصلت إلى ما وصلتَ إليه من الضنك والضيق والهمّ والغم إلاّ لما سلكت طريق الهوى والشيطان ، وتدرك تماماً أنك لمّأ كنت بعيداً عن هذا الطريق كنت ( عزيزاً ) بنفسك ودينك وأدبك واخلاقك .
إذن أن تعرف الحل .. وتُدرك بداية الطريق .. فقط البداية بالتغيير غيّر مسار حياتك يتغيّر حالك وواقعك .
وتأمل هنا قول الله " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
لن يغيّر الله على الإنسان حتى يبدأ الإنسان في التغيير ... لاحظ ( اقول يبدأ في التغيير ) وليس ( يتمنّى التغيير ) .. فإن الأماني تقتل العزائم !
ابدأ بصدق وثق بأن الله معك .. ولا تستحقر البداية فإن الله يقول في الحديث القدسي " ولو أتاني يمشي أتيته هرولة " يعني تأتيك المعونة بأكبر مما كنت تتصوّر فقط حين تبدأ ولو كانت البداية ( بسيطة ) - في نظرك - .
أنصحك :
- أن تقطع على نفسك على شيء يثير شهوتك ..
لا تشاهد الأفلام ولا المناظر المحرمة . ..
إن كان الخروج للأسواق أو الأماكن العامة يثير فتنتك فلا تخرج إلاّ للضرورة . .
وكلما شعرت بضعف نفسك نحو المعصية مباشرة امنح نفسك فرصة ( الخمس الدقائق ) قبل أن تفعل ما تهواه نفسك وتتمناه .. في هذه الدقائق الخمس غيّر وضعك وحالك..
قم توضّأ وصلّ .. أو اتصل بأحد إخوانك وتحدّث معه ، أخرج في حاجة والديك ، مارس عملاً دعوياً ... المقصود في لحظة الضعف حاول أن تشتت التركيز في هوى النفس !
ثق تماماً أن التوبة ليست ( حسرات ) . . إنما التوبة عمل في الاتجاه المعاكس . .
اعرف من اين مداخل الشيطان عليك ..
فإن كنت تعرف أن الشيطان يدخل عليك ويتسلّط عليك في حال خلوتك فلا تكثر من حال الخلوة .
وإن كان يدخل عليك من صورة أو هاتف أو ( بريد الكتروني ) أو نحوه .. فاغلق هذا المدخل .
أخي أنت أقوى من أن تظن بنفسك ( المسّ ) لا تكن ضعيفاً .. حتى لو كنت تعاني من ( المسّ ) فتذكّر أن الله يقول " إن كيد الشيطان كان ضعيفاً " يعني في كل حال أنت قوي بإيمانك وصدقك مع الله ثم صدقك مع نفسك . .
فقط امنح نفسك فرصة لتعمل بصدق ، وتحقّق إرادتك . .
وللمعلومية فإن كل معصية يقع فيها الإنسان إنما يقع فيها من باب ( ضعف الإرادة ) .
قوّ إرادتك بالصدق . .
وعزيمتك باليقين . .
" فإذا عزمت فتوكل على الله "
أسال الله العظيم أن يغفر ذنبك ويطهر قلبك ويشرح بالإيمان صدرك .
رابط له صلة :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=27853&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1% E3%DA%D5%ED%C9