وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
وأسأل الله العظيم أن يجمع بينكما على خير وأن يذهب عنكما شرّ الشيطان وشركه .
أخيّة .
أنتِ متزوجة ولك من الأطفال ( 3 ) حفظهم الله وأقر بهم عين والديهم .. مما يدل على أن بينكما حياة أعمق من أن يزلزلها موقف كهذا !!
لو سألتك .. كم هي المعاني الجميلة والمواقف النبيلة من زوجك تجاهك خلال ما سبق هذا الحدث من حياتكما .. أعتقد أنك ستقفين على فضل عظيم وشيء لم يكن ليخطر لك على بال .
فأقول لك : لماذا اختصرتِ كل هذه السنوات . وكل هذه العِشرة الجميلة في موقف واحد ؟! دعيني أفترض معك أن زوجك - ربما - أخطأ .. أو ربما أخذته نزوة هوى .. أفلا تعتقدين أنه في لحظة النزوة أو الكبوة أحوج ما يكون إلى قربك وتفهّمك ومعونتك حتى لا يغرق في مستنقع عميق ؟!إن المخطئ - أيّاً كان - واجبنا تجاهه أن نعينه على تجاوز خطأه ليعود للحياة بطريقة إيجابية .. فكيف إذا كان هذا المخطئ هو زوجك وقرّة عينك ؟! أعتقد أن زوجك يستحق منك أفضل مما حصل من موقفك معه .
أخيّة :
قد وصف الله تعالى المؤمنات بوصف ( الغافلات ) ..
ومن ( الغفلة ) أن لا تتبع الزوجة المستور من زوجها ! والزوجة متى ما كانت ( غافلة ) لا تتبع عورة زوجها .. ولا تطلب سقطته وزلّته فهي في راحة بال وسعادة .. ومتى ما صارت تبحث عنه وتتبع خباياه وتنقّب فإنها حتماً ستجد ما تُدين بها زوجها .. لأنه وبكل بساطة بشر من البشر يخطئ ويصيب وليس أحد من الناس وصل لمرتبة أن يكون ( ملائكيّا ) يمشي على الأرض !!
أما وقد حصل الأمر منك في لحظة ( فضول ) فألزمي نفسك مستقبلاً أن لا تمنحي نفسك فرصة للفضول في كشف الخبايا .. لأنك بتتبع الهفوات :
- تحطّمين شخصية زوجك في نفسك ..
وهو الذي تنظرين إليه بأنه المثال والقدوة .. فماذا سيبقى في نفسك من هذه المعاني لو أنّك بذلت أسباب تحطيم شخصيته في نفسك ؟!
- ثم ربما إنك بهذا الكشف والتتبع تثيرين فيه حفيظة العناد والمكابرة فينقلب الذنب من حال ( الستر ) إلى حال ( المجاهرة ) به .. !
أتمنى عليك مرّة أخرى . أن تنظري لعلاقتك مع زوجك بنظرة أشمل من ( موقف واحد ) انظري لحياتك كلها مع زوجك .. وتأملي كيف هو معك ولا تختصري حياتك مع زوجك في موقف واحد .أعرف تماماً أن شعور الغيرة يقتلك . وأثق تماماً أن دافعها هو محبتك لزوجك . لكن لأجل الحب الذي بينكما فإن الغيرة بمثل هذه الطريقة تفسد الحب ! كان الأولى أن تجعلي المشكلة في محيط بيتك لا أن تنقليها إلى أهلك وأهله .. لأن توسيع دائرة المشكلة يمدّد من وقت حلّها .. الأمر الذي يعطي فرصة للشيطان أن يتدخّل وينفخ في الأمور لتكون أكبر من حجمها !
ثقي تماماً أن زوجك يحبك .. وما دام أنه استخفى عنك لحظتها فهو دليل على نبل خلقه - ولو أخطأ - فإن المستتر ليس كالمجاهر ! .
أنصحك أخيّة .. أن تطوي صفحة الماضي .. وتبدئي حياتك من جديد .. وأن تجعلي هذا الموقف نقطة تحوّل وانطلاقة .
انظري في شأن نفسك . وكيف هو اهتمامك بزوجك . وكيف أنت وصناعة الإغراء . وهل أشغلك الأبناء عن أن تهتمي بزوجك ! فكّري واعتبري من تجارب الحياة . ولا يكن همّك في مثل هذه الشكوى سواء هنا على الموقع أو في محيط أهلك هو أن تكسبي إدانة زوجك ! الأهم أن تكسبي زوجك . الإدانة لن تنمّي بينكما حبّاً ولا مودة ولا رحمة ! .
أسأل الله العظيم أن يجمع بينكما ويؤلف بين قلوبكما وأن يصرف عنكما شر الشيطان وشرَكه .