وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يليّن قلوبنا لذكره . .
أخيّة . .
البكاء عمل صالح . . سيما حين يكون من خشية الله .
فإن البكّائين من خشية الله قد وعدوا بالنجاة من النار ..
قال صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسّهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله "
وإن كان للبكاء أنواع ..
فإن اشرفها مقاماً . .
وأعلاها مكانة ومنزلة ..
البكاء من خشية الله . .
وهذاالذي ينبغي أن يتحسّر عليه الإنسان حين لا يجده في نفسه . .
كما أن للبكاء فوائد صحيّة ونفسيّة ..
فهو يقلل من التوتّر العصبي . .
فهويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين فبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى طبيعتها وتسترخي العضلات وتحدث حالة شعور بالراحة ، فتكون نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحا، بعكس كبت البكاء والدموع و الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر المؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع والقرحة .
وقد قام العلماء بتحليل الدموع وجدوا أنها تحتوي على 25% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم وهي مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء ..
لكن لماذا لا نبكي !!
أحياناً لا نبكي :
1 - لأننا نخجل من البكاء أو من الدموع !
2 - لأننا نظن أن البكاء ضعف على كل حال !
3 - لأننا نظن أننا بالبكاء نستدرّ مشاعر الآخرين .. فنتمتنع عن ذلك !
4 - وربما لردة فعل عكسيّة لحالة الكبت أو الظلم في البيئة المحيطة .
5 - لأننا نذنب ولا نستغفر .
6 - لأننا هجرنا قراءة القرآن بتدبّر . .
7 - لأننا نقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم ولا نستشعر سيرته .. ونتأمل بكاءه صلى الله عليه وسلم .
من الأمور المهمة التي تساعدنا على رقة القلب وخشوع العين :
1 - كثرة قراءة القرآن وتدبّر آياته .
سيما الآيات التي تتحدّث عن عظمة الله وقدرته واسمائه وصفاته . .
2 - الاستماع للقرّاء المؤثرين والتنويع في السماع لأكثر من قارئ .
3 - البكاء عند قراءة القرآن أو سماعه . . فإن لم يجد الانسان في نفسه بكاء فليتباكى . .
فالتباكي يعينه على البكاء .
4 - مسح رأس اليتيم ، وكفالة الايتام .. وزيارة الاماكن المؤثرة كالمصحات النفسيّة والمستشفيات ودور الرعاية . .
5 - استحضار فضل البكاء وثوابه . .
6 - استشعار ألم عدم البكاء ..
7 - كثرة الاستغفار مع الدعاء .
الأمر يا أخيّتي يحتاج إلى مصابرة ومجاهدة . .
يحتاج إلى تفاؤل وحسن ثقة بالله . .
ليس هناك نسبة محددة من البكاء يصل الهيها الانسان ويمكن عندها أن يصف الانسان نفسه أنه من البكّائين . . .
كلما كان القلب مستشعراً متأثّراً . . منطلقا بإيجابيّة في الحدث والموقف . .كلما كان ذلك هو الخشوع والخشية . .
فالخشوع والخشية . . عمل . . وليس قعوداً بالبكاء ..
اللهم طهر قلبوبنا وارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة .