وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك ، ويملأ قلبك حبا وتعظيماً له . .
أخيّة . .
الانسان بطبعه يميل ويحب من يهتم به ..
يحب من يشبع له في نفسه حاجة من حاجاته النفسية الضروريّة . .
( الحب ) و ( الأمان العاطفي ) من الحاجات النفسيّة المهمّة في حياة كل إنسان . .
واول مسؤول عن إشباع هذه الحاجة عند كل إنسان هم ( الأب والأم ) . .
لكن حين يتفاجأ بعض الأبناء أو البنات بنوع من الجفاء أو الجفاف العاطفي من جهة أبويهم .. فهذا لا يعني أن تستسلم الفتاة لهذه ( الجوعة ) بل عليها أن تمارس هي هذه الحاجة مع والديها ..
فإذا كانوا هم لا يمنحونها فلماذا هي لا تمنحهم ؟!
لماذا عندما تشعر البنت أو الابن بجفوة من والديها أو احدهما .. تنطوي على ذاتها أو تذهب بعيدا لتبحث عن ( الحب ) من الآخرين ؟!
غذا لم يكن ( الحب ) ينبع من دواخلنا فإننا سنصبح مثل ( أجنحة المروحة ) تدور ولا يلحق بعضها بعضا . .
لأن الناس يتغيرون ..
يمرضون ..يموتون ..افكارهم تتغيّر ..التزاماتهم تتغيّر ..فمن أين لنا أن نجد إنساناً ليس له اهتمام ولا التزامات ولا افكار ولا مشاعر إلاّ فينا نحن !
حين نعتقد ان ( الحب ) نجده من الاشياء أو الناس الذين حولنا حينها نتيه ..
لكن . .اجعلي الحب ينبعث من دواخلك . .اقتربي من والديك بـ ( حب ) ..
قبليهما . .اتصلي بهما ..اخرجي مشاعرك تجاههما بالحب ..تكلّمي معهما بكل عفوية . .انطرحي في حضن والدتك ..في حضن والدك ..لا تخجلي من ذلك ..
لأنك تريدين الحل !حتى مع الآخرين معلماتك صديقاتك . .اجعلي الحب من ذاتك ينبع ..تعاملي مع الجميع بلطف .. لكن لا تنتظري ( تصفيقهم لك ) ..
لأنك حين تقدمين ما تقدمين وانت تنتظرين المقابل ففي الواقع أنت لا تحبين .. ولكنك ترغبين بـ ( التملّك ) !
أخيّة . .
تجدين في نفسك أنساً مع الله . . .
وحباً لله ..
وتعظيماً له . .
فلا تفسدي هذاالحب بمزاحمة حب المخلوق في قلبك لحب الله .
14 سنة .. من رعاك فيها ؟!
من سخّر لك هذه المعلمة ؟!
من سخّر لك صديقاتك ؟!
إنه ليس أنت
ولا هو جهدك ولا هي حذاقة لطفك !!
إنما الأمر من ( الله ) . . هو يرعاك يتلطّف بك .. اغمضي عينيك وتأملي ألطاف الله بك .. واستشعري معيّته لك . .
حتى البسمة التي ترينها مرسومة على ثغر معلمتك لك ..
ليست هي إلاّ من لطف الله بك . .
أخيّة . .
لا تلتفتي كثيرا لهذه المشاعر .. سيما وانت في هذا العمر ..
تأجّج هذه المشاعر في نفسك بمثل هذه الطريقة هي - ربما - من طبيعة المرحلة العمريّة التي تمرين بها ..
يعني هي ( مرحلة وتعدّي ) كما يقال ..
الأهم ان تركّ.ي على دراستك . .
لا تهتمي من يدرسّك ..
لكن اهتمي كيف تتفوقين . .
المعلمة الفلانية لن تمنحك التفوّق ..
جهدك اجتهادك هو من يمنحك التفوّق . .
ركّزي في دراستك ولا تهتمي لأشياء بعيدة عن الدراسة ..
المعلمة قد تموت قد تنشغل .. قد تذهب .. ولن يبقى لك إلاّ علمك وعملك ..
أدبك واخلاقك . .
لا تقولي من يأخذ بيدي ..
فإن الذي أخذ بيدك خلال 14 سنة هو من سيأخذ بيدك فيما بقي من عمرك . .
عيشي حياتك بتحدِّ .. وتفاؤل .
واقتربي من والديك أكثر ..
ومن الله أكثر وأكثر ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛